مراجعة وتقييم لعبة TEKKEN 8: القبضة التي تصارع القدر!

تعود إلينا سلسلة ألعاب القتال الشهيرة Tekken بإصدارها الثامن، Tekken 8، وهو أول عنوان من السلسلة يصدر على أجهزة الجيل الحالي. تم تطوير اللعبة باستخدام محرك Unreal Engine 5، الذي شكّل التحدي الأكبر لفريق التطوير.

على مر الأجيال، استطاعت السلسلة جذب العديد من اللاعبين بفضل شخصياتها المميزة وابتكار أسلوب لعب ينافس ويتجدد مع كل إصدار. البحث عن أطوار لعب جديدة كان دائماً التحدي الأكبر للسلسلة، بينما كانت القصة دائمًا من العناصر القوية. نجحت Bandai Namco في إيجاد حلول لهذه التحديات.

في TEKKEN 8، تم تقديم بعض الأفكار الجديدة التي طورت اللعبة وجعلتها تحتفظ بمكانتها المتميزة في عالم الألعاب، بالإضافة إلى أسلوب لعب قتالي فريد ومتنوع أكثر من أي وقت مضى. تابعوا معنا مراجعة وتقييم اللعبة في الأسطر التالية..

يبدو المشهد الافتتاحي في اللعبة وكأنه مشهد اختتامي، فتقديم الشخصيتين العظيمتين في السلسلة، Kazuya Mishima وJin Kazama، في طور القصة يعد الأفضل حتى الآن مقارنةً بجميع الأجزاء التي تم لعبها. وكالعادة، إذا كنت تتساءل عما تدور حوله القصة… فالصراع بين الخير والشر ما زال قائمًا.

طور القصة في سلسلة ألعاب TEKKEN يبقى دائمًا قويًا، رغم قلة أهميته في بعض ألعاب القتال الأخرى. لكن في هذه المرة، قدم فريق التطوير لنا ثلاث قصص مختلفة في TEKKEN 8، وليس قصة واحدة فقط.

سوف تجد أنك أمام القصة الرئيسية، ثم قصة أخرى تتعلق بكل شخصية على حدة في شكل أنماط لعب منفصلة، وبعد ذلك هناك قصة تخص طور Quest Arcade، الذي يتجه إليه معظم اللاعبين بعد إنهاء طور القصة الأصلي.

شيء مميز ستلاحظه عند تجربة طور القصة هو أن الانتقال بين المشاهد السينمائية وأسلوب اللعب غير ملحوظ، وهذا يعود إلى قوة محرك Unreal Engine 5، الذي يبدو أن مطوري اللعبة قد تحدوا أنفسهم به ونجحوا فعلًا في الانتقال من UE4 إلى النسخة الحالية بإتقان.

لنتحدث عن الشخصيات وتصميمها المتميز وحتى واقعيتها المدهشة. بفضل المحرك الذي تم استخدامه، ستتمكن الآن من رؤية العروق والعضلات بوضوح تام، بالإضافة إلى المؤثرات الناجمة عن السقوط أو تلقي الضربات مثل تمزق الملابس أو اتساخها أو حتى التعرض للإصابات في الوجه بعد سلسلة من الضربات.

يضم الجزء الجديد من اللعبة 32 مقاتلًا، وهو عدد يفوق عدد المقاتلين في الإصدار السابق عند الإطلاق. يمتلك كل مقاتل أسلوبه القتالي الخاص وحركاته المميزة، ويمكنكم التعرف على كل مقاتل وأسلوبه القتالي من خلال شاشة اختيار المقاتلين، التي تظهر تفاصيل كل شخصية بما في ذلك وزنه وطوله.

أسلوب اللعب في الجزء الجديد يختلف عن الأجزاء السابقة في عدة جوانب، حيث سيكون بمقدور اللاعب الاختيار بين ثلاثة أنواع من التحكم بالحركات القتالية: السهل، المتوسط، والصعب، والذي يُعد مخصصًا للمحترفين الذين يشاركون في البطولات.

تتيح لك اللعبة التحكم في الشخصيات باستخدام أزرار الدائرة والمربع والمثلث والإكس فقط، دون الحاجة لاستخدام الأسهم الموجهة أو حتى الأنالوج. هذه هي الطريقة الأولى والسهلة للتحكم بالشخصيات. أما الطريقة الثانية والعادية، التي كنا نراها في معظم الأجزاء السابقة، فتشمل استخدام جميع الأزرار لتنفيذ الكومبوات المتنوعة. هاتان الطريقتان هما ما يهم اللاعب، والأجمل من ذلك أن كل طريقة تقدم حركات قتالية مختلفة لكل شخصية من شخصيات اللعبة، تخيل ذلك!

فعلى سبيل المثال، إذا استخدمت الطريقة الأولى، ستجد أن شخصيتك تؤدي حركات معينة بأسلوب معين، وإذا اخترت الطريقة الثانية، ستلاحظ أن نفس الشخصية تغير من أسلوب قتالها وحركاتها أيضًا، مما يوحي بأن لكل شخصية عدة أساليب مختلفة في القتال. وهذا بالفعل ما يتم تقديمه في الجزء الجديد.

هناك بعض القدرات التي يجب علينا شرحها لتتمكن من إتقانها تمامًا، خاصة إذا كنت من اللاعبين الجدد. أولًا، حركة Rage Art، وهي ضربة قاضية يمكن أن تنقذك في المواقف الصعبة وتُفعل عندما يصل شريط حياتك إلى نسبة 25%.

تُنفذ هذه الضربة بضغط زر واحد فقط، وهو R2، حيث تقوم شخصيتك بتوجيه عدة ضربات متتالية للخصم، مما يساعد في تقليل شريط حياته ويخرجك من الموقف الصعب. ستعرف أن هذه القدرة متاحة مباشرةً عندما ترى شريط حياتك قد تحول إلى اللون الأحمر ويحيط به اللهب، كما نرى في حالة شخصية Paul الموضحة أدناه.

هناك حركة أخرى مهمة تُستخدم أيضًا في المواقف الصعبة، وهي حركة Heat التي يتم تفعيلها باستخدام زر R1 فقط. هذه الحركة لها غايتان؛ الأولى، إذا كان مستوى صحتك منخفض وأردت استعادة جزء منها، يمكن استخدامها في الوقت المناسب لتستعيد شيئًا من حياتك عبر توجيه شخصيتك لضرب العدو بعدة ضربات متتالية.

أما الغاية الثانية، فهي المساعدة في تنفيذ الكومبوات؛ فإذا كان الخصم معلقًا في الهواء، يمكن تفعيل الضربة بعدة ضغطات على زر R1 لتنفيذ حركات متتالية تؤثر بشكل كبير على شريط حياة الخصم. عند تفعيل هذه الحركة، ستتمكن من توجيه ضرر عالي للخصم لمدة تصل إلى 7 ثوانٍ فقط.

أما أطوار اللعب في الجزء الجديد، فهي معروفة لدى اللاعبين؛ فبالإضافة إلى اللعب عبر الشبكة، الذي تحسن كثيرًا مقارنة بالجزء السابع وأصبح أسرع وأسهل في العثور على لاعبين، هناك طور Arcade Quest المخصص للاعبين الجدد أكثر من اللاعبين المخضرمين.

هناك حركة أخرى ضرورية تُستخدم في المواقف الحرجة، وهي حركة Heat التي يمكن تفعيلها باستخدام زر R1 فقط. هذه الحركة تحمل غايتين؛ الأولى، في حال كان مستوى صحتك منخفض وأردت استعادة بعض منها، يمكنك استخدامها في اللحظة المناسبة لترميم جزء من حياتك عبر ضرب العدو بسلسلة من الهجمات المتتالية.

الغاية الثانية، هي المساعدة في تنفيذ الكومبوات؛ فإذا كان خصمك معلقًا في الهواء، يمكن تفعيل هذه الضربة بعدة ضغطات على زر R1 لتقوم بتنفيذ سلسلة من الحركات التي تؤثر بشكل ملحوظ على شريط حياة الخصم. عند تفعيل هذه الحركة، ستتمكن من توجيه ضرر كبير للخصم لفترة محدودة تصل إلى 7 ثوان فقط.

بالنسبة لأطوار اللعب في الإصدار الجديد، فهي مألوفة للجمهور؛ فضلاً عن اللعب عبر الشبكة، الذي شهد تحسينات كبيرة مقارنة بالجزء السابق، وأصبح أسرع وأيسر في العثور على مباريات، كما يوجد طور Arcade Quest الذي يُعد أكثر ملاءمة للمبتدئين من اللاعبين المخضرمين.

أما طور اللعب الآخر، وهو طور “حلقات الشخصيات”، فهو الطور الذي يتجه إليه اللاعبون بعد إنهاء طور القصة. هذا الطور يمنحك فرصة لعب حوالي 5 مباريات لكل شخصية، يُكافأ اللاعب بعدها بمشهد سينمائي يكشف خلفية قصصية خاصة بهذه الشخصية. فعلى سبيل المثال، بعد إنهاء مباريات شخصية Law في هذا الطور، ستحصل على مشهد سينمائي خاص يجمعه بصديقه المقرب Paul وغيرها.

في TEKKEN 8، تجربة اللعب عبر الشبكة مُبسطة للغاية ونظام التوفيق بين المباريات (Matchmaking) في اللعبة يضعك مع لاعبين من نفس مستواك، وهذا أمر أعجبني شخصيًا. كما يوجد نظام “البطولات” لكل جهاز، بحيث يتنافس اللاعبون من نفس المنصة بينهم، كما لاعبو الإكس بوكس، أو حتى يمكن تفعيل خاصية “اللعب المشترك” (Cross Play) للتنافس مع اللاعبين من جميع المنصات.

عدد الحلبات في اللعبة محدود مقارنةً بعدد المقاتلين، وأتمنى أن يتم زيادة هذا العدد في المحتويات القادمة. من الناحية الرسومية، اللعبة تعد الأقوى في السلسلة وتقدم أداءً بلا عيوب، وهي بالفعل لعبة قتال من الطراز الأول للجيل الحالي الجديد. بينما كانت الموسيقى أقل من المتوقع بقليل، فإن التمثيل الصوتي للشخصيات من مختلف الجنسيات كان مميزًا. ومع ذلك، هناك مؤثرات ناجمة عن الضربات كانت تحجب الرؤية أحيانًا، لكنني أعتقد أنه سيتم إصلاحها في تحديثات لاحقة.

الإيجابيات

  • قصة قوية كالمعتاد، ولكن هذه المرة محبوكة بشكل يتناسب مع اللاعبين الجدد لإحتوائها على ملخص كافي للأجزاء الماضية. ومرضية للمخضرمين.
  • أسلوب لعب متنوع ويتميز بالعمق ويمكن أن يتقبله جميع أنواع اللاعبين وخاصة إضافة وضع الـ HEAT.
  • رسومات قوية هي الأفضل حتى الآن في الجيل الحالي بين جميع ألعاب القتال الأخرى.
  • مؤثرات مرئية مميزة سواء على مستوى الحلبات أو على مستوى الشخصيات
  • تنوع أطوار اللعب التي ستبعد اللاعب عن الملل من بينها الأطوار الآركيدية وعودة أطوار قديمة.
  • اللعب عبر الشبكة أفضل بكثير من الأجزاء السابقة مع تنوع الأطوار التي تمكنك من تجربتها مع لاعبين آخرين كذلك.
  • دعم اللغة العربية النصية بشكل جيد وشرح مبسط لخيارات الوصول والقوائم والاعدادات.

السلبيات

  • عمر طور القصة قصير نسبيًا.
  • أطوار أونلاين قليلة بالنسبة لعنوان لا يجب أن يمل “لم يتم إطلاقة بشكل رسمي بعد”.
  • بعض المؤثرات المرئية التي تظهر من جراء الضربات مزعجة للعين وتحجب الرؤية.